القصة الحقيقية لفيلم حسن ونعيمة: اختلاف ديانة وجريمة قتل وجنون
حسن ونعيمة، أو روميو وجولييت مصر، فيلم قدمه المخرج المصري هنري بركات عن قصة الحب الرومانسية بين حسن المغنواتي ونعيمة، لكن هل تعلم أن قصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية كانت نهايتها مأساوية؟!
تعرف على القصة الحقيقية لفيلم حسن ونعيمة في حلقة جديدة من برنامج أصل وصورة.
أحداث فيلم حسن ونعيمة
تدور أحداث الفيلم حول نعيمة ابنة الحاج متولي، الذي يسعى دائما إلى اقتناء الأرض والمال، والتي يطمع عطوة في الزواج بها لجمالها وثرائها، لكنها ترفض لحبها حسن المغنواتي، الذي يرفض والدها أن تتزوج به لفقره، وبسبب مهنة الغناء التي لم تكن تعامل باحترام في هذا الوقت، فتهرب نعيمة للزواج بحسن، وتتوالى الأحداث.
يعمل أهل نعيمة في الفيلم على استعادتها من بيت أهل حسن، وينجحوا في التوصل إلى اتفاق ضمني بينهم أن تعود نعيمة إلى منزل والدها، ليعود ويأخذها حسن معززة ومكرمة، فيوافق حسن ويلتزم بكلمته مع أهل حبيبته، ويطمئنها حتى تعود، فيحبسها والدها ويضربها ضرباً مبرحا ويحبسها في المنزل، ويحاول ابن عمها قتل حسن، ولكن ينجو المغني وينتهي الفيلم نهاية سعيدة بزواج الثنائي وانتصار الحب على الكراهية.
والفيلم من بطولة الوجه الجديد وقتها سعاد حسني، والمطرب الجديد وقتها أيضا محرم فؤاد؛ حيث يعد هذا الفيلم عتبة لتعارف الجمهور عليهما.
القصة الحقيقية لفيلم حسن ونعيمة
لكن الحقيقة كانت مأساوية على عكس أحداث الفيلم، فلم تكن مهنة حسن هي الحائل بينه وبين الزواج بنعيمة، بل اختلاف الديانة.
في قرية البهنسة في بني مزار بمحافظة المنيا في صعيد مصر، عاشت نعيمة في قرية ذات أغلبية مسيحية، وأحبها حسن المطرب من القرية المجاورة، وأحبته لكن أهلها رفضوه بسبب اختلاف الديانة، فقررت الهروب للزواج به، لكن أهلها نجحوا في استعادتها، وقتلوه وألقوا بجثمانه في النيل.
حسن ونعيمة: قصة حب خالدة تغنى على الربابة
وقد خلد الفن الشعبي هذه القصة فغناها مطربو الربابة في مواويل طويلة طافوا بها مختلف القرى والمدن المصرية.
يقول مطلع أحد المواويل: أصل القضية بنية حلوة ونعيمة، وأهلها أغنياء بالمال ونعيمة، لكن الهوى لو هوى في بحر ونعيمه، الحب خلى الغزالة اتعلقت بالنمس، وفاتت الأهل، لساك تقول المبادئ تتبلى بالنمس.
تطفو جثة حسن لتنكشف الجريمة ويقبض على المتهمين، أما نعيمة فتصاب بالجنون حزنا على حبيبها المغدور.
كيف حصلت سعاد حسني على أول دور في حياتها؟
لتظل واحدة من أهم القصص العاطفية في التراث الشعبي المصري، وقيل إن الموسيقار محمد عبد الوهاب منتج الفيلم، كان يرغب في إسناد دوري البطولة لكل من فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ حتى يضمن نجاح الفيلم، غير أن عبد الرحمن الخميسي كاتب السيناريو والحوار، اقترح أن يلعب الدورين وجهان جديدان، فتم ترشيح الوجه الجديد محرم فؤاد لدور حسن وجاء الخميسي بفتاة صغيرة تدعى سعاد حسني، كانت ابنة زوجة أحد أصدقائه لتلعب دور نعيمة.
ولأن سعاد حسني وقتها لم يكن قد سبق لها التمثيل على الرغم من كونها شقيقة المطربة نجاة الصغيرة من الأب، فقد دفع بها عبد الرحمن الخميسي للممثل عبد الوارث عسر ليعلمها فن الإلقاء، وللممثلة إنعام سالوسة لتدربها على التمثيل، ولم تكن قد أكملت عامها العشرين حين وقفت للمرة الأولى أمام كاميرا السينما لتؤدي الدور.
وخلافا لكل التوقعات، نجح الوجهان الجديدان في أول دور يسند إليهما، كما نجح الفيلم، وصار نقطة انطلاق لكل من بطليه محرم فؤاد، وسعاد حسني.
واللافت أن الفنان الراحل سناء شافع أيضاً كان مرشحاً للدور من قبل محرم فؤاد، وبعد قبوله للدور إلا أن فرصة دراسة جاءته في ألمانيا فاضطر للسفر وترك الفرصة لفؤاد الذي أبلى بلاء حسناً.
المزيد: