حكاية المثل العربي بين حانا ومانا ضاعت لحانا
تاريخ النشر: : الإثنين، 20 ديسمبر 2021 آخر تحديث: : الأحد، 18 ديسمبر 2022

حكاية المثل العربي بين حانا ومانا ضاعت لحانا

للأمثال الشعبية دور مهم في حياة أغلبنا، فتعبر عن الكثير من المواقف والمفارقات التي نعيشها يومياً، كما أن أغلب هذه الأمثال يتضمن الكثير من الحكم التي ورثتها الأجيال، وفي هذا الفيديو ستتعرفوا معنا على واحد من أهم الأمثال الشعبية وهو "بين حانا ومانا ضاعت لحانا" كما سنتعرف معاً على ما تعنيه قول العرب بعبارة "فلان قابض على الماء".

ما تعنيه قول العرب فلانٌ قابضٌ على الماءِ

يعود أصل هذا التعبير عند قدماء العرب، إلى كون الظمآن يأتي إلى الماء فيجمع راحتيه ثم يغرف الماء فيهما ليشرب. أما إذا قبض على الماء فلن يرتفع شيء منه إلى فمه.. وكذلك الأمر إذا بسط يده دون أن يجمعها؛ فإن الماء سيتسرب من خلال الأصابع؛ لذلك جعلت العرب وصف القابض على الماء لمن يريد الحاجة فلم يأتها كما ينبغي أن تؤتى.


"بين حانا ومانا ضاعت لحانا"

ويعود المثل إلى قصة عربية قديمة؛ وذلك عندما تزوج رجل امرأة صالحة اسمها حانا، فعندما كبر وكبرت تزوج فتاة صغيرة اسمها مانا، فكانت حانا زوجته الأولى تلتقط من لحيته الشعرات السود حتى يبدو مسنا مثلها، بينما كانت مانا زوجته الثانية تلتقط الشعرات البيض حتى يبدو شابا مثلها.. وهكذا ضاعت لحيته، وباتت العرب تضرب به المثل عندما يحار المرء بين أمرين لشخصين مختلفين، مثل مديره ومدير مديره.

وتدور قصة المثل حول زوجتين هن الفتاة الصغيرة و العجوز، ثم في يوم من الأيام نظر الرجل الذي كانت له لحية طويلة ظهر عليها الشيب وكانت تمنحه وقارا و مهابة بين الناس، نظر في المرآة ليفاجأ بأن لحيته قد اختفت تماماً، تعجب الرجل من حاله، و قال جملة بين حانا ومانا ضاعت لحانا، ليردد البعض بعد ذلك هذه العبارة كتعبير عن خسارتهم لأمرين يحاولوا الفوز بأحدهم إلا أنهم يعودوا خاسرين مثلما عاد العجوز الذي لم يخرج من معركة زوجتيه غير بفقد لحيته.

وعن تفاصيل القصة فإنكلا من الزوجتين كانت تحاول أن تكسب العجوز في صفها، وكان للعجوز لحية طويلة، وعندما كان يذهب لزوجته الشابة كانت تغازله  وتقول له إنها تكره رؤية شعر أبيض في لحيته فهو شاب صغير السن، وتقوم بنتف الشعيرات من ذقنه، ثم عندما يذهب لزوجته الأولى "مانا" كانت مانا كانت تلاحظ أن الشعر الأبيض قد تم نتف بعضه من لحية زوجها العجوز، و بقي بها شعر أسود فقط، فينتابها الغيظ لتقوم بنتف بعض الشعيرات السود مغازلة زوجها بأنه رجل كبير في السن وشعيرات ذقنه البيضاء تمنحه وقاراً، ولا يجب أن يظن الناس أنه قام بنتفها. وبهذه الطريقة فقد الرجل لحيته محاولاً إرضاء زوجته التي لا تحب الشعر الأبيض والأخرى التي لا تحب الشعر الأسود في لحيته.

ويضرب هذا المثل حين يحتار المرء بين أمرين فلا ينال أي منهم ويجد نفسه خاسراً في النهاية، فالعجوز خسر لحيته بسبب زوجتيه، ولن تكف أي منهما عن النيل من الأخرى لكسب زوجها في صفها، ليظل بعد ذلك الرجل العجوز  حائراً بينهما.

الرجل العجوز هو من وضع نفسه في هذا الصراع حين تزوج من اثنتين و لم يستطع أن يروض أي منهما أو يمنع الصراع الدائر بينهن للفوز به.

المزيد: