لعنة ماسة الأمل: تاريخ منسوج بالحكايات الغامضة
ماسة الأمل (Hope Diamond) هي واحدة من أكثر الجواهر شهرة في العالم، وترجع سجلات ملكيتها لأربعة قرون، وهي تتميز باللون الأزرق النادر، ويحيطها الغموض.
بشكل عام، لا يشكل الألماس الأزرق إلا حوالي 0.02 في المئة من الألماس المستخرج من باطن الأرض، لكن منه ألماسات من أشهر القطع في العالم، وهذا لكونها نادرة بالطبع.
لكن مالك هذه الماسة يعتقد الناس أنه يُبتلى بالحظ السيئ أو الموت وذلك منذ أن تمت سرقتها عن طريق الرحالة الفرنسي العالمي جان بابتيست تافيرنيير عام 1642 وفي رحلته التالية إلى الهند هاجمته الكلاب البرية وقتلته وقد تم تغيير شكلها لتبدو على شكل قلب وكان وزنها حينئذ 671/8 قراريط.
ماسة الأمل الزرقاء.. هل هي لعنة أم مجرد مصادفة.. تعرفوا معنا على قصتها..
قصة ماسة الأمل ولعنتها:
اسم جميل وراءه لعنة، وتعتبر ماسة الأمل من أكبر قطع الألماس التي تم اكتشافها، والتي اكتشفت في منجم كولار في جولكوندا، والتي تزن حوالي 45,52 خمسة وأربعين فاصل اثنين وخمسين قيراط.
وقد جلبها جان بابتيست تافيرنيير وهو رحالة فرنسي قام بسرقتها من الهند إلى فرنسا في عام ألف وست مئة واثنين وأربعين، حيث كانت موجودة في الهند على تمثال من تماثيل الآلهة الهندية.
ويعتبر المؤرخون أن هذا هو سبب اللعنة التي تصاحب الماسة والتي تصيب بها من يملكها، والتي كانت تعرف باسم الأزرق الفرنسي وليس الأمل.
بعد فترة اشتراها الملك لويس الرابع عشر من جان بابتيست مع مجموعة كبيرة من الجواهر التي جلبها من الهند، وتم تقطيع تلك الماسة حتى أصبح وزنها حوالي سبعة وستين ونصف قيراط.
وقد مر عليها فترة عند الملك لويس الرابع عشر، خلالها تعرض لعدة مرات من الهزيمة ضد إنجلترا وهولندا والنمسا في حرب الخلافة الإسبانية، والتي كانت نتيجتها اتفاقية أوترخت في عام ألف وسبعمئة وثلاثة عشر، والتي أوقفت أطماع الملك لويس الرابع عشر، ولحقته اللعنة بإصابته بمرض أدى لوفاته عام ألف وسبعمئة وخمسة عشر، وهو الغرغرينا.
تولى بعده الملك لويس الخامس عشر، وفي عام ألف وسبعمئة وتسعة وأربعين، أمر الملك لويس الخامس عشر الخبير أندريه جاكومان بأن يقوم بتقطيع الماسة مرة أخرى لتصبح غاية في الجمال أكثر مما كانت.
إلا أنها لم تظل طويلا مع الملك، فقد أصيب محاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة، إلا أنه تعرض لمرض الجدري الذي أودى بحياته.
انتقلت الماسة للملك لويس السادس عشر والملكة ماري أنطوانيت، ولم تنتقل لهما بمفردها، بل أخذت معها اللعنة حيث قامت ضدهما الثورة الفرنسية وحكم عليهما بالإعدام في عام ألف وسبعمئة وثلاثة وتسعين.
وخلال الثورة تم سرقة العديد من المجوهرات من القصر، ومنذ هذه الفترة لم تظهر الماسة الزرقاء، والتي تم معرفة سارقها كاديت غيوت. وقد تم تهريبها عن طريقه إلى إنجلترا، والذي لحقت به اللعنة هو الآخر؛ حيث تم سجنه في باريس.
وبعد ذلك اختفت الماسة ولم يتم معرفة أين هي، إلا أنها ظهرت في إنجلترا ماسة شبيهة بها اسمها ماسة الأمل، يرجح أنها هي الماسة الزرقاء التي تم تهريبها، ولكنها تم تقطيعها من الماسة الأم.
ووصلت الماسة في وقت ما ليد السلطان التركي عبدالحميد الثاني عام ألف وسبعمئة وثمانية ومعها لعنتها خلال سنة من اقتنائها خسر كرسي الحكم ووضع تحت الحراسة حتى توفي.
الآن أعطيت هدية لمتحف التاريخ الطبيعي في واشنطن.
خصائص غريبة لماسة الأمل:
توجد داخل علبة زجاجية في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي واحد من أشهر الأحجار الكريمة في العالم، «ماسة هوب» أو «ماسة الأمل» التي يبلغ حجمها حجم حبة جوز.
وتمتاز بلون أزرق محير بحيث تخطئ العين في الخلط بينها وحجر الياقوت، ومع ذلك فهي ماسة زرقاء نادرة كان يرتديها الملوك والأثرياء وتمتاز بتاريخ مثير يمتد من الهند إلى واشنطن العاصمة ومن دار المجوهرات كارتييه إلى هاري وينستون، وهذا التاريخ هو من الغرابة بحيث نسجت حوله الكثير من الحكايات حول لعنة تلاحقها.
يأتي لونها الأزرق الرمادي الفاخر، من آثار البورون داخل الشبكة البلورية الصلبة للماس، ويخفي هذا اللون الأزرق العميق للحجر بعض الخصائص الغريبة، فاللون يمكن أن يختلف في الظل، وتحت الأشعة فوق البنفسجية، تضيء الماسة باللون الأحمر. وهذا الوهج الفسفوري الفريد من نوعه يشير إلى آثار نيتروجين بين البورون والكربون، في مزيج خاص ربما يكون قد تشكل منذ أكثر من مليار سنة تحت سطح الأرض.
صعوبة بيع ماسة الأمل:
تبين أن ماسة بتلك القيمة يصعب بيعها، وقد عرضها كارتييه على أغنياء بينهم إيفلين والش ماكلين، وكانت مشهورة بجمع المجوهرات الكبيرة الرائعة، لكن الأمر استغرق سنوات عدة حتى تقع في حب ماسة الأمل، وحتى بعد بيعها لها، كافح كارتييه لتلقي دفعة مقابل جوهرة قيمتها 5 ملايين دولار.
وفي إثناء محاولة كارتييه إقناع المليونيرة بشراء ماسته كان انتباه الجمهور يشير إلى لعنة مرتبطة بالجوهرة الزرقاء.
وقد استمتع الناس في وقتها بنشر قصص تسلط الضوء على مصائب مالكي الجوهرة السابقين، بعضها حقيقي وبعضها الآخر متخيل ومبالغ به. فقد ألقت زوجة باللوم على الجوهرة على زواجها الفاشل وألقى آخرون باللوم على الجوهرة في قطع رؤوس آخر ملوك فرنسا. فتحولت ماسة الأمل إلى أسطورة في حد ذاتها.
وربما تلك الأسطورة ناشدت ماكلين التي دفعت ثمن الماسة في النهاية، وهي مسؤولة عن ترصيع القلادة بالماس الأبيض حولها، ووضع قفل صغير أسفل الأحجار الكريمة لتعليق أي إضافات من مجموعتها. وتصورت ماكلين في مناسبات اجتماعية عدة في واشنطن مزينة بمجوهرات فاخرة بما في ذلك الماسة الشهيرة، التي امتلكتها حتى وفاتها عن سن الستين عام 1947.
المزيد: