مرض أحمد زكي الذي أخفاه عن الجميع: تظاهر بقراءة الصحف
تاريخ النشر: : الجمعة، 24 ديسمبر 2021

مرض أحمد زكي الذي أخفاه عن الجميع: تظاهر بقراءة الصحف

 النجم المصري الراحل أحمد زكي، خاض رحلة من الفن والتألق على مدار سنوات طويلة، لكنه أنهاها المرض في عز تألقها. مرض أخفاه عن الجميع، حتى أقرب الناس إليه!

سرطان الرئة فاجأه عندما اقترب من تحقيق حلم عمره. أحمد زكي من الأشخاص الذين لديهم فوبيا تجاه المرض منذ شبابه. ولو كان نزلة برد عادية، كان يشعر بالخوف الشديد. وذكر طبيبه أنه في إحدى المرات أصيب بالحمى فطلب منه أن يقيم معه في الفندق.

فبعد إصابته بعدة أزمات صحية، تحقق الأطباء من إصابة أحمد زكي بمرض السرطان الذي انتشر في جسمه حتى  أدى إلى وفاته، برغم بعض الصحوات التي كانت تأتيه، وحاول مواصلة تصوير فيلمه حليم، إلا أن الموت أدركه قبل أن ينهي الفيلم، واستعان صناعه بهيثم أحمد زكي للقيام بدور والده شاباً.

وقد أكد طبيب أحمد زكي المعالج أنه أصيب بالعمى في أيامه الأخيرة وتأثر عصب العين كجزء من مضاعفات المرض، مما أصابه بانهيار نفسي وعصبي إلا أنه حاول التماسك، وإخفاء الأمر عن المحيطين به، وكان يتظاهر بقراءة الجرائد إمعاناً في تجاهل الأمر.

إصابة أحمد زكي بسرطان الرئة:

أصيب أحمد زكي بمرض سرطان الرئة. ولكي يعلمه طبيبه بحقيقة الأمر، كان عليه أن يتعامل مع خوفه بذكاء. فلم يستخدم كلمة «السرطان»، وبلغه أنه مصاب ب«خلايا نشطة». 

في هذا الوقت كان زكي يعاني من نسبة ماء كبيرة على الرئة. جعلته يعاني من آلام شديدة أثرت على صحته ونفسيته تأثيرا ملحوظا. ورافقه طبيبه الخاص في رحلة علاج إلى فرنسا.

وتمت إزالة المياه من على الرئة وكانت وصلت إلى ستة عشر لترا تقريبا.

كواليس تصوير فيلم حليم في عز المرض:

طالبه الطبيب بسرعة البدء في تصوير فيلم «حليم» ليرفع من روحه المعنوية. لكن تأخر التصوير لمدة ستة أشهر تقريبا، جعلت المرض يزداد عليه مرة أخرى.

كشف عن إصابته بالمرض في حفل إعلان فيلم «حليم». وظهرت عليه علامات التعب والإجهاد أثناء إلقائه الكلمة على الحضور. وتدهور حالته الصحية تدهورا ملحوظا، جعله يستعين بنجله هيثم أحمد زكي. وذلك لتجسيد مرحلة الشباب من حياة العندليب عبد الحليم حافظ.

في الأيام الأخيرة، ساءت حالة أحمد زكي بدرجة كبيرة. فقد انتشر المرض في مواضع أخرى من الجسم، مثل الكبد والمخ. وعانى من العمى الجزئي بسبب ضغط الورم على أجزاء من عصب البصر. فكان لا يستطيع رؤية من معه إذا كان يقف أمامه مباشرة. فهو لم يتمكن من رؤية الصورة كاملة عند الحواف. 

لكنه كان يحاول أن يتدارك هذه الآثار الناتجة عن المرض. ولم يخبر أحدا بخبر إصابته بالعمى وكان يتظاهر كأنه يقرأ الصحف يوميا حتى لا يعرف أحد بالأمر.

رحل أحمد زكي عام ألفين وخمسة بعدما هزمه المرض وأفقده نجوميته في عز وهجها. 

أحمد زكي مات وحده رغم وجود ابنه هيثم:

وقع أحمد زكي في غرام الفنانة الجميلة هالة فؤاد، عشقها بجنون وتزوجا وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم، إلا أن حياته معها دمرتها الغيرة.

كانت هالة فؤاد حب العمر ﻷحمد زكي، تكللت قصة الحب بالزواج، لكن سرعان ما عصفت الخلافات وغيرته الشديدة بحياتهما الزوجية، وانتهى الزواج بطلاقهما لتتزوج هي مرة أخرى بعدها من والد ابنها الثاني رامي، وبعد سنوات عانت هالة فؤاد من السرطان وتوفيت، وهنا كانت الصدمة الأقسى لأحمد زكي، الذي طالما لام نفسه على ظلمه لحب العمر.

وكان زكي يريد من هالة فؤاد التفرغ له وللمنزل، لافتاً في أحد تصريحاته إلى أنه كان أناني جداً في هذا التفكير، فكما أنه فنان يعشق فنه، هي أيضاً كانت فنانة عاشقة لفنها فلماذا حاول فرض سيطرته، لم يدر إلا متأخراً أنه كان نوعا من الخطأ أفقده الاستقرار الذي طالما تمناه ولم يحققه.

طالما أراد أحمد زكي أن ينجب "دستة" من الأطفال، وأن يقيم في منزل دافئ مفعم بالحب والحنان وتحيطه الأسرة بجوها الطيب الذي حُرم منه صغيراً، إلا أنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم.

التشتت كُتب على أحمد زكي الذي قال عن نفسه: "الظاهر اتكتب عليا أعيش في الفنادق طول عمري.. أول ما جيت القاهرة نزلت في بنسيون ودلوقت في فندق، الفرق أن البنسيون كان نجمة واحدة وكل ما الشهرة بتزيد النجوم بتكتر".

ضاع حلم الزواج والأسرة بضياع هالة فؤاد، فلم يتمكن أحمد زكي من الإقامة في منزله برغم امتلاكه واحداً، وظل مقيماً في الفندق إلى وفاته، هرباً من وحاشة الوحدة.

بكن رفض هيثم أحمد زكي الإقامة مع والده، حتى بعد وفاة والدته هالة فؤاد بعد صراعها مع السرطان، إلا أنه فضل استمرار العيش مع جدته، لأنه كان يراها أمه الثانية.

وبرغم هذا التباعد كان هيثم وأحمد زكي يتبادلان الزيارات، وحتى أن أحمد زكي جهز لهيثم غرفة شبابية لإقناعه أن يعيش معه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل وظل الشاب مقيماً مع جدته حتى وفاتها ووفاة والده.

رحلة أحمد زكي:

وُلد أحمد زكي متولي عبد الرحمن، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1949، بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، عانى من الفقر وضيق الحال، حيث رحل والده عن الحياة مبكراً، وتزوجت أمه برجل آخر، أملاً في حياة جديدة.

عرف الحزن الطريق إلى وجه النمر الأسود منذ الصغر، ربما بسبب الظروف الصعبة، وربما بسبب الوحدة التي لازمته كثيراً، التحق بالمدرسة الصناعية، وبين أسوارها أعلن عن موهبته الفنية، فنصحه ناظر المدرسة وقتها بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

رحل أحمد زكي الملقب بإمبراطور التمثيل في 27 مارس/آذار عام 2005.

المزيد: