أبرز محطات عبد الحليم حافظ: من اليتم إلى الموت بسبب مرض الطفولة
من قرية صغيرة بمحافظة الشرقية بمصر، مرورا بطفولة قاسية ومرض صعب عانى منه طوال حياته القصيرة، خرج العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ليحفر بصوته مكانا خالدا في سماء الطرب العربي.
إليكم في هذه الحلقة أبرز محطات حياة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ من الطفولة حتى الوفاة.
بداية حياة عبد الحليم حافظ
ولد عبد الحليم علي شبانة في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية عام 1929، ونشأ يتيم الأب والأم؛ حيث توفيت أمه بعد ولادته بأيام، وتوفي أبوه قبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول.
والدة عبد الحليم توفيت تحديداً بعد أسبوع واحد من ولادته ولحق بها الأب بعد 3 أشهر، وقتها كان أكبر أشقاء حليم يبلغ من العمر 10 سنوات، يليه الأخ الأوسط وكان عمره 8 سنوات تليهما الشقيقة الصغرى 5 سنوات، انتقل الأخوة إلى منزل خالهم لرعايتهم، ومكث عبد الحليم في الملجأ لأشهر قليلة، بعدها لحق بأشقائه في منزل خاله
اليتم في الطفولة
تربى عبد الحليم في بيت خاله، واعتاد أن يلهو مع أقرانه في ترعة القرية؛ حيث أصيب منها بمرض البلهارسيا الذي عانى منه طوال حياته، وتسبب في وفاته أيضاً في النهاية.
لما حان موعد المدرسة وبناء على موهبته التحق بمدرسة يتعلم فيها الموسيقى، وكانت المدرسة الوحيدة التي تمتلك الإمكانيات هي مدرسة يتبعها ملجأ، فكان حليم ما بين المدرسة والملجأ للتعلم، وفي بعض الأحيان كان يبيت مع أصدقائه، ومسألة إيداعه للملجأ لم تدم طويلا لأنه انضم إلى أشقائه في منزل الخال بعد فترة قصيرة.
لقاؤه بكمال الطويل
عشق الموسيقى والغناء منذ طفولته، ليلتحق بمعهد الموسيقى العربية عام 1943، ويلتقي خلال دراسته صديق عمره الملحن كمال الطويل؛ حيث تخرجا معا في المعهد عام 1948.
عمل عبد الحليم في تدريس الموسيقى لعدة سنوات في عدد من المدارس، حتى قرر أخيرا أن يستقيل من التدريس ويتفرغ للفن؛ حيث التحق بفرقة الإذاعة كعازف على آلة الأوبوا عام 1950.
سبب تسميته باسم عبد الحليم حافظ
ترك التدريس من أجل الفن واكتشف موهبته الغنائية، الإذاعي الشهير وقتها حافظ عبد الوهاب، الذي منحه اسمه ليصبح عبد الحليم حافظ.
انطلاقة ونجومية عبد الحليم حافظ
بدأ عبد الحليم حافظ بغناء أغانيه الخاصة منذ عام 1951 مع أغنية لقاء، من كلمات الشاعر صلاح الدين الصبور وألحان كمال الطويل، في العام التالي غنّى أغنية يا حلو يا أسمر، من كلمات الشاعر سمير محجوب وألحان محمد الموجي، ثم تتابعت الأغنيات فكانت أغنية صافيني مرة.
وكانت انطلاقته الحقيقية من أغنية صافيني مرة، لكن للأسف رفضها الجمهور في البداية لكونها نوعا جديدا من الغناء، غير معتاد في ذلك الوقت.
لكنه أعاد غناءها وحققت نجاحا كبيرا عام 1953، ثم توالت النجاحات الغنائية، وكون عبد الحليم حافظ ثنائيات فنية مع عدد من الملحنين أبرزهم كمال الطويل، وبليغ حمدي، ومحمد عبد الوهاب، ومحمد الموجي.
قائمة أعمال عبد الحليم حافظ: أغاني
تصاعد نجم عبد الحليم حافظ بالتوازي مع الظروف السياسية لمصر في ذلك الوقت، فكان عبد الحليم حافظ بمنزلة صوت الثورة، الذي ولد معها، وبالإضافة إلى أغنياته العاطفية، قدم عددا كبيرا من الأغاني الوطنية؛ أشهرها: ابنك يقولك يا بطل، حكاية شعب، صورة، عدى النهار، أحلف بسماها، ليصل إجمالي عدد أغنياته إلى أكثر من 230 أغنية.
أفلام عبد الحليم حافظ
كما قدم عبد الحليم حافظ ستة عشر فيلما سينمائيا سيطر عليها الطابع الغنائي، وتنوعت بين الكوميديا والدراما؛ أشهرها: لحن الوفاء، أيامنا الحلوة، شارع الحب، وكان آخر أفلامه أبي فوق الشجرة.
وفاة عبد الحليم حافظ
أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد سببه مرض البلهارسيا، وكان هذا التليف سببا في وفاته عام 1977 عن عمر ناهز السابعة والأربعين، وشيع جثمانه في جنازة مهيبة قدر عدد المشاركين فيها نحو 2 ونصف مليون شخص، وساد الحزن في قلوب محبيه بمختلف أنحاء الوطن العربي.