قصة حب سمراء النيل مديحة يسري ومحمد فوزي: عصفت بها الخيانة
حكت الفنانة مديحة يسري، أن الفنان محمد فوزي أخبرها أنه لن يستطيع أن يستمر معها مادامت قد عرفت بخيانته، واتفقا على أن يكونا أصدقاء ولكنها لم تنس ما فعله رغم أنه ظل عزيزًا على قلبها.
حكاية حب بدأت بقبلة في لبنان وأنهتها الخيانات المتكررة.. تعرف على حكاية زواج النجمين محمد فوزي ومديحة يسري، في حلقة اليوم من "زواج المشاهير"..
اللقاء الأول بين مديحة يسري ومحمد فوزي:
جاء اللقاء الأول الذي جمعهما خلال تصوير فيلم "قبلة في لبنان" عام ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين.
وفي التفاصيل، ففي عام 1945، اشترك المطرب والممثل والملحن والمنتج محمد فوزي (15 أغسطس 1918 - 20 أكتوبر 1966)، في فيلم "قُبلة في لبنان" مع الفنانة مديحة يسري (3 ديسمبر 1918 - 30 مايو 2018)، وكان العمل أول لقاء بينهما، ولم يكن الأخير.
يقول محمد فوزي عن ذلك اللقاء في حوار مع مجلة "الكواكب" سبتمبر عام 1951: "أذكر أنني بعد مقابلتي الأولى لمديحة بخمس دقائق قبلتها قُبلة حارة في فيلم (قُبلة في لبنان) ويا لها من قُبلة لا تعوض".
بعد تلك القُبلة بـ5 سنوات، ارتبطا وأقاما بشقة في عمارة الإيموبيليا الشهيرة بوسط القاهرة، وكان لمحمد فوزي ثلاثة أبناء من زوجته الأولى، فيما كان لمديحة يسري تجربتين زواج من الفنانين محمد أمين وأحمد سالم دون إنجاب.
أنجبت مديحة يسري لمحمد فوزي مرتين، الأولى "وفاء" بعد ثلاثة أعوام من الزواج، ولكن الطفلة ولدت غير مكتملة النمو وتوفيت، ثم أنجبت له "عمرو" الذي تخرج في كلية السياحة والفنادق وأصبح بطل مصر في الكاراتيه قبل أن يغيبه الموت هو الآخر في السابعة والعشرين من عمره عام 1982.
الزوجان تشاركا البطولة في العديد من الأفلام، وشجعته الزوجة وعاونته في مشروعاته الفنية المختلفة ابتداءً من إنتاج الأفلام الملونة وحتى إنشاء مصنع الأسطوانات، وعاشا معا فترة من أهم فترات ومراحل حياتهما الفنية.
حياة مديحة يسري ومحمد فوزي:
وبعد هذا اللقاء بنحو خمس سنوات تزوجا وعاشا معا في شقة بعمارة الإيموبيليا الشهيرة في وسط القاهرة، ثم انتقلا إلى شقة أخرى بحي العجوزة لتصبح شقة عمارة الإيموبيليا مقرا لشركته التي أنشأها.
أنجبت له طفلين؛ هما: وفاء التي ولدت غير مكتملة النمو؛ ما أدى إلى وفاتها. وعمرو الذي أصبح بطل مصر في الكاراتيه قبل أن يغيبه الموت هو الآخر في السابعة والعشرين من عمره عام ألف وتسعمئة واثنين وثمانين.
تشاركا في عدد كبير من الأفلام السينمائية ومن أشهرها فاطمة وماريكا وراشيل، وأصبح الثنائي من أشهر الثنائيات في الوسط الفني، كما شاركته نجاح شركاته، سواء شركة إنتاج الأفلام أو مصنع الأسطوانات.
بدايات الخلاف بين مديحة يسري ومحمد فوزي:
بدأت المشاكل بينهما عندما شاركت مديحة يسري في فيلم "خالد بن الوليد" الذي تطلب سفرها إلى روسيا دون أن تخبره؛ ما أدى إلى سيطرة مشاعر الغيرة والغضب، خاصمها فوزي أسبوعا لكن الغضب والخصام لم يستمرا؛ فقد عادت من روسيا ليقابلها في المطار بباقة من الورود.
لكن ما أنهى العلاقة حقا هو خيانته لها وهو ما لم تستطع مديحة يسري أن تقبله لينفصل الثنائي في هدوء. وقد حكت مديحة يسري أنها طلبت منه في ليلة طلاقهما أن يخرجا للعشاء بحيث تلتقط كاميرات الصحافة صورهما فلا تلاحقهما الشائعات بعد الطلاق.
محمد فوزي خان مديحة يسري 3 مرات:
الفنان محمد فوزي الذي تزوج ثلاث مرات الأخيرة كانت من كريمة، وتوفي يوم 20 أكتوبر عام 1966، قام بخيانة مديحة يسري 3 مرات، وكانت تكتشف خيانته من خلال الفانلة الحمالات، وكانت تقوم بتلبيس زوجها الفانلة بالخطأ، وإن قام بعدلها تعرف أنه قلعها وخانها، حسبما حكى الناقد الفني طارق الشناوي عن الحيلة التي كانت تتبعها الفنانة مديحة يسري مع زوجها الفنان محمد فوزي، وذلك أثناء وجوده في برنامج "صباحك مصري" المذاع على شاشة قناة "إم بي سي مصر 2".
وقال طارق الشناوي: "محمد فوزي وقع في نفس الفخ 3 مرات متتالية، مكنش بيتعلم من الخطأ وآخر مرة قالت دي تالت مرة وانفصلوا، ويوم الطلاق كلمت محمد فوزي وقالت له إنت مش عايز الصحافة والوسط يعرف بخبر الطلاق، تعالى أنا عزماك النهاردة بليل فى الأوبرج نتعشى عشان لما الناس تشوفنا يقولوا شائعات".
خيانة فوزي لم تكن الأولى أو الأخيرة في مشوار مديحة العاطفي والاجتماعي; فقد تزوجت خمس مرات انتهت جميعًا بالخيانة والطلاق بعدما استغل أزواجها كثرة سفرياتها الدائمة للخارج للتخطيط لخيانتها، ومنذ آخر زيجاتها من الشيخ إبراهيم سلامة، منذ أكثر من 30 عامًا، قاطعت الزواج نهائيًا وعاشت حتى الآن أسعد فترات حياتها بدون زواج.. بدون خيانة.
سمراء الشاشة أعلنت مرارًا في حوارات تلفزيونية، أنها لم تحب جميع الرجال الذين تزوجتهم بسبب الخيانة، بل لم تفكر فيهم مطلقًا بعد الانفصال الذي تم في هدوء، لأنهم لم يستطيعوا مواجهتها، وكانت في كل مرة قادرة على تجاوز المحنة حتى أخذت قرارها بالعزوف عن الزواج نهائيًا.
محنة الفنانة المصرية لم تكن بخيانة أزواجها فقط، ولكنها فقدت ابنها عمرو في سن مبكرة وهو لم يتعد بعد 26 من عمره، بالإضافة إلى تأميم جميع أملاكها في الستينيات، ولكنها بدأت من جديد واستطاعت الوقوف مجددًا.
مديحة يسري أحبت محمد فوزي رغم الخيانة:
وفي لقاء قديم لها مع سوزان حسن عبر شاشة التليفزيون المصري، روّت مديحة يسري ذكرياتها مع محمد فوزي، وقالت عنه إنه "كان شخصية مرحة للغاية، وكان لا يعترف بالحزن، لذا لم يكن يستمر معه الحزن مدة طويلة.. بعد أي مناقشة كنت ممكن أخد موقف ساعتين تلاتة، فهو يجي بعد شوية يقولي: يلا بقى نروح سينما، ولما أبيّن إني زعلانة يقولي: مالك حد مزعلك؟ أقوله: أنت بسبب المناقشة إياها، يرد ويقولي: ياه أنتِ قلبك أسود أوي أنتِ لسه فاكره!".
وعن حياته الفنية التي شاهدتها عن قرب، قالت: "هو كان ذكي جدا في شغله، وعنده لمحات تجارية بدليل أنه أنشئ أول مصنع أسطوانات في مصر، وقبله جاب معدات من هولندا لتسجيل الأسطوانات نفسها، عمل المصنع لما لقى أن في فلوس كتيرة بتخرج من البلد بسبب أن الأسطوانات كانت بتتعمل في الخارج، ففكر في إنشاء مصنع عشان متخرجش عملة صعبة بره مصر".
أضافت: "فوزي كما هو أول فنان عمل أفلام ملونة من خلال فيلمي (الحب في خطر) مع صباح، و(نهاية قصة) معايا عام 1951، وحط في الفيلمين رأس مال كبير جدا، وكمان كان عنده حاسة التأليف، وألّف فيلم (من أين لك هذا) عام 1952 مع السيناريست على الزرقاني، وألّف الفيلم ده وهو عنده التهاب رئوي، قالي وهو ممنوع من الحركة: أنا عايز أتسلى في حاجة هاتي ورقة وقلم، وابتدي يكتب الفيلم وهو يشرب الدواء، وخرج العمل للنور وكان الفيلم من أنجح أفلامه".
تابعت: "الأغنية عنده كانت لازم تكون متداخلة في الفيلم، مكنش بيغني في أعماله لمجرد أنه يغني أو يقدم استعراض، يقدم الأغنية والاستعراض والرقص كجزء من الفيلم، مش تكون الأغنية دخيلة على العمل، فوزي مفيش مطربة لم تغني من ألحانه، لما كان بيجيله خاطر لحن وهو سايق كان بيسرح ويتوهنا وندخل شوارع غلط، ولما ندخل ننام بعد شوية ألاقيه ولع النور وبيدندن، أقوله: الوحي جه؟ يقولي أيوه، وفي أوقات وإحنا خارجين يرجعنا بسبب أنه عايز يسجل حاجة على البيانو ويبوظ الخروجة عشان شغله".
وعن محمد فوزي الأب، قالت: "كان أبا بمعنى الكلمة، كان في ميعاد المدرسة وعمرو طفل ألاقي فوزي قلقان وقاعد يبص في الساعة، فوزي كان محبا للأطفال جدا وده كان واضح جدا في خلال مسيرته".