قصر الأمير محمد علي بالمنيل: قطعة فنية تاريخية وهذه وصية صاحبه
أحد القصور التاريخية هو قصر الأمير محمد علي بجمهورية مصر العربية،تعرفوا معنا على التفاصيل الجذابة وشاهدوا روعة المعمار القديم الأثري، والتي احتفظت بعبق التاريخ إلى الآن.
قصر الأمير محمد علي بالمنيل
هو أحد قصور الأسرة العلوية في مصر، تعود ملكيته للأمير محمد علي ثاني أبناء الخديو توفيق، من زوجته الأميرة أمينة نجيبة بنت إبراهيم إلهامي باشا.
ولد الأمير محمد علي في التاسع من نوفمبر سنة ألف وثمانمئة وخمسة وسبعين 1875 بالقاهرة، وكان محبا للعلوم فأدخله والده المدرسة العليا بعابدين حتى ألف وثمانمئة وأربعة وثمانين 1884.
ثم سافر إلى أوروبا لتلقي العلوم فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا، ثم أدخله والده مدرسة ترزيانوم بالنمسا لتلقي العلوم العسكرية وعاد إلى مصر بعد وفاة والده ألف وثمانمئة واثنين وتسعين 1892.
تنفيذ قصر الأمير محمد علي
وقام الأمير محمد علي باختيار الموقع بنفسه لكي يقيم عليه القصر، وأول ما أنشأ سراي الإقامة، ثم تباعا باقي السرايا، وكان يضع التصميمات بنفسه وأشرف على كل خطوات البناء وقام المعلم محمد عفيفي بالتنفيذ.
وزين مدخل القصر بجملة لا زالت موجودة، وهذا ما هو مكتوب على مدخل القصر "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل محمد توفيق إحياء للفنون الإسلامية وإجلالا لها ابتكر هندسة البناء وزخرفته الأمير، وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وتم ذلك عام ألف وثلاثمئة وثمانية وأربعين 1348 من الهجرة".
موقع القصر شمال جزيرة الروضة مطلا على الفرع الصغير لنهر النيل أمام مستشفى القصر العيني، وتبلغ مساحته الكاملة حوالي واحد وستين 61 ألفا وسبعمئة وأحد عشر 711 مترا مربعا، وتبلغ مساحة المباني به خمسة آلاف متر والباقي مقسم على الطرقات والحدائق والأسوار، فهي مبنية على عدة طرز ما بين الفاطمي والمملوكي والعثمان والأندلسي والفارسي والشامي.
والقصر مكون من ثلاث سرايا: سراي الإقامة وسراي الاستقبال وسراي العرش، والمسجد والمتحف الخاص وبرج الساعة والسور على طراز حصون القرون الوسطى.
وأضيف متحف الصيد عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين 1963، وتبلغ مساحة الحديقة أربعة وثلاثين 34 ألف متر، وتضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات التي جمعها الأمير محمد علي من أنحاء العالم.
وصية الأمير محمد علي بالنسبة لقصره
وقد أوصى الأمير محمد علي أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف، فهو يعبر عن الأصالة للفنون الإسلامية في العمارة وتوفي الأمير محمد علي في السابع عشر من مارس عام ألف وتسعمئة وأربعة وخمسين 1954 في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عاما.
وكان من وصيته أن يدفن في مصر، فدفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة، تاركا بصمة خلفه هي متحف الأمير محمد علي بالمنيل ممثلا لعراقة البناء الإسلامي.
تاريخ قصر الأمير محمد علي
تناقلت ملكية الأرض المقام عليها القصر بين أفراد العائلة الملكية وكبار الشخصيات الأجنبية في مصر فكانت ملكاً للأمير مصطفى فاضل باشا والأمير أحمد رفعت باشا ثم انتقلت ملكيتها إلى الخديوي إسماعيل ثم السيد الوي ماري جوزيف ثم الدوق أدمون، وفي عام 1888 تنازل الدوق أدمون عن ممتلكاته إلى إحدى الرعايا الفرنسيين في مصر ويدعى جان كلود أرشيد، وفي عام 1902 اشتراها الأمير محمد علي، وبدأ في بناء قصره عام 1901.
خلال العهد الملكي أقام الأمير محمد علي العديد من الحفلات والاجتماعات بالقصر التي دعا لها كبار رجال الدولة الباشوات والبكوات من الوزراء والوجهاء والأدباء والصحفيين.
وأوصى الأمير أن يكون القصر بعد وفاته متحفاً يستمتع بجمال فنونه الزائرون، وعقب قيام ثورة 1952 وتأميم أملاك أسرة محمد علي باشا، عهد بالقصر إلى إدارة الأموال المستردة والتي قامت بتسليم محتوياته عام 1964 إلى الشركة المصرية للسياحة والفنادق، التي قامت بدورها بتشييد فندق باسم فندق قصر المنيل أو فندق منيل بالاس في حديقة القصر، وكان عبارة عن شاليهات من الخشب الحبيبي بارتفاع طابقين تضم 180 غرفة مزدوجة.
وبصدور قانون قطاع الأعمال رقم 203 لسنة 1991، أدخل الفندق ضمن ممتلكات الشركة القابضة للإسكان والسياحة والفنادق والسينما، مما خلق نزاعاً بين إدارة الأموال والمستردة والشركة القابضة انتهى بإصدار رئيس مجلس الوزراء قراراً بتسليم حديقة القصر لإدارة المتحف وهدم الشاليهات الخشبية التي تشوه جمال القصر.